السيدة أم كلثوم رضى الله عنها بنت النبى وقصة طلاقها من ابن ابولهب وزواجها من عثمان بن عفان
هى أم كلثوم بنت الحبيب المصطفى سيد ولد أدم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، وأمها خديجة بنت خويلد ، ولدت فى مكة سنة 19 قبل الهجرة الموافق 604 م ، تزوجها عتيبة بن أبى لهب قبل البعثة ، كما تزوج أخوه عتبة من السيدة رقية وذلك قبل البعثة أيضاً ثم تطلقا ولم يدخلا بهما .
فلما بعث الرسول الرسالة وقف عمه أبو لهب موقف العداء ونسى صلة الرحم ، وأنه عمه والواجب عليه حمايته ومساندته كما فعل عمه أبو طالب .
الله تعالى أمر نبيه أن يدعو قومه ويعلن لهم عن رسالته فصعد الجبل ونادى عليهم .... فأقبلوا جميعاً مسرعين .. فسألهم : أرأيتم لو أنى أخبرتكم أن وراء هذا الوادى خيلاً تريد أن تغيير عليكم ..هل أنتم مصدقى ؟
قالوا جميعاً : نعم مصدقين ما شهدنا عليك كذبأ قط
لأن النبى كان مشهوراً فى مكة بالصادق الأمين قبل الرسالة
قال النبى فأنى " نذيرا لكم بين يدى عذاب شديد " .
إغتاظ عمه أبو لهب وامتلأ قلبه بالحقد والغضب وزمجر قائلاً : تباً لك يا محمد ، ألهذا جمعتنا ! ثم انصرف يرد الناس عن دين الله وجعلت زوجته تحمل الشوك وتطرحه فى طريق النبى صلى الله عليه وسلم .
ثم أنزل الله تعالى سورة المسد " تبت يدا أبى لهب وتب " يتوعد فيها أبو لهب بالنار هو وزوجته لأنهما أذيا النبى إيذاء شديد .
وضع يده فى أيدى المشركين أعداء الدين وتعاهدوا أن يتعاونوا جميعاً على الإثم والعدوان وإيذاء النبى وأصحابه . وكان أول ما فعله أبو لهب أن ذهب إلى ولده عتيبة زوج السيدة أم كلثوم كما فعل مع ولده عتبة زوج السيدة رقية ابنة النبى صلى الله عليه وسلم وأمر بطلاقها .
صبرت السيدة أم كلثوم وتحملت كل صنوف الأذى مع أبيها وأمها وكانت تشارك أمها وشقيقاتها التخفيف عن أبيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
إسلام حمزة عم النبى صلى الله عليه وسلم
ولما أسلم حمزة بن عبدالمطلب رضى الله عنه وأسلم عمر بن الخطاب رضى الله عنه أحس المشركون بالقلق والخوف من انتشار الإسلام ، فقرروا أن يقوموا بحصار النبى صلى الله عليه وسلم ومن معه من أهله فى شعاب مكة وأن يمنعوا عنهم الطعام والشراب حتى يهلكوا .
حصار قريش لبنى هاشم
( أن لايبيعوهم ولا يبتاعوا منهم حصار شامل لمدة ثلاث سنوات )
وماذا صنعت أم كلثوم رضى الله عنها ؟
تحملت السيدة أم كلثوم وصبرت كثيراً مع أبيها وأمها وأخواتها .. حتى جعل الله تعالى لهم مخرجاً ، ونجاهم من هذا البلاء بعد ثلاث سنوات من الشدة والعذاب .
لكن بعد هذا الحصار القاسى ، الظالم ، هل هدأت الأمور ؟
ما كاد الحصار الظالم أن ينتهى وتهدأ نفوس المسلمين ، حتى حدث أمر فى غاية الصعوبة ، كان له شديد الأثر على قلب النبى صلى الله عليه وسلم وبناته وقلوب المؤمنين أيضاً ، ماتت السيدة خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضى الله عنها والتى كانت تخفف بأناملها الطيبة ماكان يلقاه من أكاذيب مشركى قريش .
موت أم السيدة ام كلثوم السيدة خديجة أم المؤمنين
كما مات عمه أبو طالب سيد مكة والذى كان يقف بجوار النبى صلى الله عليه وسلم ويسانده ويقوم بحمايته .
حزن النبى صلى الله عليه وسلم على فراق زوجته وأم أولاده السيدة خديجة بنت خويلد كما حزن أيضا على فراق عمه أبى طالب فسمى هذا العام بعام الحزن .
أمر الله رسوله بالهجرة فلما هاجر النبى صلى الله عليه وسلم أرسل فى طلب بناته وكانت السيدة رقية رضى الله عنها قد هاجرت من قبل هى وزوجها عثمان بن عفان رضى الله عنه .
لحقت السيدة أم كلثوم رضى الله عنها بأبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وجمع الله تعالى شمل الشقيقات زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة رضى الله عنهم جميعاً .
فى المدينة وأثناء غزوة بدر تحديداً فى السنة الثانية للهجرة مرضت السيدة رقية وصعدت روحها الطاهرة الى جوار ربها .
زواجها من عثمان بن عفان رضى الله عنه
فحزن زوجها عثمان بن عفان حزناً شديداً فأمر الله تعالى نبيه الكريم بأن يزوج إبنته أم كلثوم لعثمان بن عفان رضى الله عنه وكان ذلك فى شهر ربيع الأول سنة 3 ثلاث من الهجرة وادخلت عليه فى هذه السنة فى جماد الأخر فلم تزل عنده الى أن ماتت ولم تلد له شيئاً .
وفاتها رضى الله عنها
توفيت رضى الله عنها سنة 9 تسع هجرية 630 م عن عمر بلغ 27 عاماً وصلى عليها النبى بنفسه وجلس على قبرها وعيناه تذرفان
رضى الله عن السيدة أم كلثوم وعن سائر نساء المؤمنين