منكاورع وأخر أهرامات الأسرة الرابعة منقرع
عندما نتحدث عن تاريخ مصر الفرعونى لا يسعنا إلا أن نتناوله من خلال ثلاثين أسرة تركت تاريخاً عظيماً يجعلنا نفخر بأن الحضارة الفرعونية كانت أول الحضارات المتقدمة فى جميع المجالات .
نسبه وحكمه
من-كاو-رع منكاورع المعروف بمنقرع هو ابن الملك خفرع وجده الملك خوفو ، بدأت بعد سنوات قليلة من حكمه فترة جديدة اختلفت فى امكانياتها وضخامة عمائرها وعلاقات حكامها بمحكوميها عن الفترة السابقة والتى إنتهت بحكم خفرع وامتدت سنوات قليلة فى عهد منكاورع .
اختلاف حكمه عن سابقيه
ويتجلى إختلاف الإمكانيات وإختلاف الأوضاع بين الفترتين بمقارنة عمائر منكاورع وخلفائه بعمائر أسلافهم .
ومن أهم الآثار الباقية من عهده هرمه ومعبد شعائره ، وكان للهرم معبدان وطريق صاعد شأنه شأن بقية أهرام الأسرة الرابعة ومعبد شعائر كبير ضخم معقد التركيب ، بدأ المهندسون بنائه بالأحجار الضخمه الهائلة وأنفقوا فيه جهداً كبيراً ولكنهم لم يستطيعوا أن يتموه فى عهد صاحبه على الرغم من أنه حكم أكثر من واحد وعشرين عاماً ، وتركوه إلى عهد الفرعون شبسكاف الذى تولى العرش من بعده ،حيث أتموا أجزاءه الباقية من الطوب اللبن دون الحجر ، وطريق صاعد كل شأنه شأن معبد الشعائر .
عمارته فى الأرض
رصف رجال منكاورع أرضيته من الحجر وأتمه رجال شبسكاف باللبن ثم معبد الوادى ، ولم يكن منكاورع قد أنشأ منه شيئاً ذا أهمية حتى وفاته ، فأمر الملك شبسكاف بتشييده من اللبن أيضاً فيما عدا أعمدته وأعتاب أبوابه التى كان لابد أن تبنى بالحجر وفى ذلك كله ما يباعد بطبيعة الحال بين آثار منكاورع وإمكانيات عهده ، وبين فخامة معابد خوفو وخفرع ، وضخامة عمارتها وضخامة الجهود التى بذلت فيها ، غير أن آثار منكاورع لم تخل على الرغم من ذلك مما يشهد لأهل العمارة والفن فى عهده بالبراعة والقدرة على التجديد حيث عثر فى معبد الوادى الخاص به على أربعة مجموعات من التماثيل سليمة ومتشابهة وخامسة محطمة منها ثلاثة بالمتحف المصرى وما تبقى من الخامسة بمتحف الفنون الجميلة فى بوسطن إرتفاعها 92.5 سم عرضها 46.5 سم طولها 43 سم من الشست ، وهى تمثل منكاورع فى صحبة الربة حتحور ( البقرة ) وسيدة تجسد مقاطعة أو إقليماً من أقاليم مصر .
مقاطعات مصر فى عهد منكاورع
كان فى عهد منقرع ما يقارب الثلاثين مقاطعة أو إقليم فى القطر المصري ، وكان لكل إقليم مجموعة ترأسه وتدير شؤونه الداخلية وترسل كل شئ من معلومات وأخبار إلى الملك ، وكان يدير كل هذه المجموعات رجال رعيته .
مقاطعات مصر فى عهد منكاورع
يبلغ الإرتفاع الحالى لهرم منقرع 62 متر ، ولم يزد إرتفاعه الأصلى عن 66 متر أى أقل من نصف إرتفاع هرم أبيه خفرع وأقل من نصف هرم جده خوفو ، وكان المقريزى قد أطلق عليه اسم الهرم الملون ، وذلك بسبب كساء ستة عشر مدماكاً من مداميكه السفلى بأحجار جرانيتية وردية ضخمة .
سياسة منكاورع فى الحاشية والشعب
استن منقرع سياسة جديدة ففتح قصره لأبناء المقربين من كبار موظفيه وعهد بتربيتهم إلى كبار رجال القصر مع أبنائه ، ليشبوا أوفياء مخلصين لبلاطه ، وكان منهم شاب يدعى شبسسبتاح صور صِلات منكاورع بكبار أهل العاصمة ومحاولاته فى إكتساب ولائهم عن طريق العطايا والسماحة ، وكانت مثل هذه اللفتات من منكاورع لكبار رجال رعيته وتساهله فى الإذن لهم بإقامة التماثيل فى مقابرهم وممارسة الشعائر فيها فى حرية مطلقة أثر فيهم من ناحيته ، وقد ذكر هيرودوت فى العصور المتأخرة من أن المصريين أحبوا منكاورع أكثر مما أحبوا أباه وجده .
خوفه على شعبه وحبه لهم
لم يخل عصر منكاورع من بعثات إلى شبه جزيرة سيناء لإستغلال مناجمها وتعليم وتأديب بدوها شأنه فى ذلك شأن أبيه وجده .
****************